sahar Admin
عدد المساهمات : 214 نقاط : 759 لتقيم لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 08/03/2009 العمر : 33 الموقع : https://topmzzika.7olm.org/
| موضوع: تهريج بالليل.. والنهار السبت مايو 16, 2009 5:06 am | |
| لا أريد أن أقول أين نحن من التجربة الهندية فى النهوض بالبلد، مع أن السؤال منطقى، لأن البدايات بيننا وبينهم تقريباً واحدة، وتعود إلى مطلع النصف الثانى من القرن العشرين، عندما استقلت الهند هناك، وقامت ثورة يوليو هنا.. وحين مضى بعدها نصف قرن، وبضع سنوات، كانت خيبتنا كما تراها ماثلة أمام عينيك، على أكثر من مستوى، وكانوا هم حيث هم الآن!.. وسوف تكون الحسرة على سوء حالنا، هى المحصلة الطبيعية، لأى مقارنة أخرى مع التجربة الماليزية، أو الكورية الجنوبية، رغم ما بين كل هذه التجارب، وبيننا، من قواسم مشتركة، فى البدايات، إلى أن تفرقت بنا الطرق، فصرنا فى ذيل الأمم، وصاروا هم يشار إليهم فى كل لحظة!.. وحين كانت هناك مقارنات، من هذا النوع، فى وقت سابق، فإن كلاماً سخيفاً قيل، فى موضع الرد، وكان الكلام من نوعية أننا كانت لدينا تحديات واجهتنا، ولم تواجههم هناك، وأن الطبيعة الخاصة لتجربتنا، تجعل أى مقارنة بينها، وبين غيرها، خاطئة، وقائمة على غير أساس، وظالمة، وأن.. وأن.. إلى آخر ما يقال على سبيل تبرئة الذمة من جريمة ارتُكبت فى حق البلد، ولاتزال! ولا أعرف ما هو الرد الجاهز، الذى سوف يقال، لو أن مقارنة قامت بيننا، وبين تجربة تونس.. نعم تونس!! لقد وصلوا هناك إلى قناعة كاملة، بأن أى تنمية جادة تبدأ من ثلاث نقاط، ثم تجرى على ثلاثة محاور: الجهل، ثم الفقر، وأخيراً وضع المرأة فى مجتمعها.. أما الجهل فلم يرهقوا أنفسهم طويلاً فى كلام نظرى، لا عائد من ورائه، وإنما قالوا إن أى طفل يبلغ السادسة، ولا يذهب إلى المدرسة، فسوف يذهب أحد أبويه إلى السجن، عقاباً، وسوف يعود الولد إلى مدرسته بالقوة! وأما الفقر، فلم يدخلوا فى أشياء فرعية، من قبيل القرى الأكثر فقراً، أو الأقل بؤساً، أو الأشد تعاسة، وإنما اتفقوا على إطلاق مسمى «مناطق الذل» على كل منطقة رأوا أنها تعيش دون المستوى الآدمى، الذى يليق بالإنسان، وبدأوا على الفور فى مكافحة ملامح الذل فى هذه المناطق، وكانت النتيجة وصول مياه الشرب النقية، غير المختلطة بالمجارى، إلى ٩٩٪ منها، ووصول الكهرباء إلى ٩٨٪، ووصول حجم الطبقة المتوسطة، التى هى عماد أى نهضة فى أى مجتمع، إلى نحو ٨٠٪ من الشعب، وانخفاض معدل الأمية إلى أقل من ٢٠٪! ولخصوا الوضع مع المرأة فى كلمة واحدة فقط لاغير، هى «المشاركة العملية» فكانت الحصيلة على الشكل التالى: ٣٥٪ من العاملين فى المجالس النيابية من النساء، و٢٧٪ فى القضاء، و٥٣٪ من المشتغلين بالأبحاث العلمية، و٤٩٪ فى مهنة الطب! ولو أن أحداً استخف دمه وتساءل عن موقع «التجربة الدنماركية» لعادل إمام من الإعراب، فى هذا السياق، فسوف يكون على حق، لأن السؤال معناه أن نواصل التهريج الذى نقوم وننام فيه!! | |
|