sahar Admin
عدد المساهمات : 214 نقاط : 759 لتقيم لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 08/03/2009 العمر : 33 الموقع : https://topmzzika.7olm.org/
| موضوع: إيليا سليمان يصنع علامة من علامات الإبداع الفلسطينى الفارقة السبت مايو 23, 2009 4:47 am | |
|
شهدت مسابقة مهرجان «كان»، أمس الجمعة، عرض الفيلم الفرنسى «الزمن الباقى» إخراج فنان السينما الفلسطينى إيليا سليمان، وهو أحد أضلاع المربع الذهبى للسينما الفلسطينية فى المنفى مع ميشيل خليفى فى بلجيكا، ورشيد مشهراوى وهانى أبوأسعد فى هولندا، وهم الذين وضعوا الإبداع السينمائى الفلسطينى على خريطة السينما العالمية منذ عام ١٩٨١، عندما أخرج خليفى «الذاكرة الخصبة» والذى عرض فى مهرجان كان ذلك العام، وعرضت كل أفلامهم فى المهرجانات الكبرى الثلاثة «كان وبرلين وفينسيا»، وفازت بالعديد من الجوائز الدولية المرموقة. وفى أفلام المخرجين الأربعة، ولكل منهم أسلوبه الخاص ورؤيته الفكرية، وطوال العقود الثلاثة الماضية، كانت قضية شعبهم هى محور اهتمامهم، ولكن نجاحهم فى وضع السينما الفلسطينية فى المنفى على خريطة السينما العالمية لم يكن بسبب اهتمامهم بهذه القضية، وإنما لتعبيرهم عنها بأساليب حداثية وما بعد حداثية، ولذلك لفتت أنظار العالم فى الشرق والغرب عبر المستوى الفنى المتميز، الذى أهلها للاختيار فى المهرجانات الكبرى، وأصبحت «سلاحًا» مؤثرًا من «الأسلحة» التى يناضل بها الشعب الفلسطينى على الأرض، ولو أننى لا أحب أن أصف أى عمل فنى بالسلاح، فالسلاح ضرورى للمقاومة إن لم يكن منه بد من أجل تحقيق العدل، وللفن وسائل أخرى لتحقيق الهدف نفسه. فلسطين فى أبعادها المركبة «الزمن الباقى» هو العنوان العربى المطبوع على الفيلم، وهو الوحيد الناطق بالعربية فى المسابقة الأقوى منذ سنوات طويلة فى مهرجان «كان»، وإن كانت الترجمة العربية الصحيحة للعنوان الإنجليزى «الزمن الذى يتبقى»، ولكننا سوف نستخدم العنوان المطبوع اتباعًا للقواعد العلمية فى هذا الصدد، وهذا هو الفيلم الروائى الطويل الثالث لمخرجه، الذى ولد فى الناصرة عام ١٩٦٠، بعد «سجل اختفاء» ١٩٩٦، و«يد إلهية» الذى فاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان «كان» ٢٠٠٣، إنها ثلاثية وضعت فى عشر سنوات من التأمل العميق والصبر الطويل و«الكفاح» الصعب لإنتاجها، وإن كانت جائزة «كان» ٢٠٠٣ قد ساعدت بالطبع على جعل الأمور أكثر يسرًا. وكما أن تناول أى قضية سياسية لا يمثل قيمة بمعزل عن الأسلوب والرؤية الفكرية، كذلك لا يمثل كون الدراما عن السيرة الذاتية لفنان السينما المؤلف قيمة بمعزل عن هذا الأسلوب وتلك الرؤية، فلا توجد مذكرة تفسيرية تصاحب عرض أى فيلم، ويكفى الفيلم ذاته من داخله، ولذلك فقوة «ثلاثية سليمان»، والتى أصبحت منذ أمس من الإبداع الفلسطينى الباقى أبدًا مثل شعر درويش وأدب جيبى ومسرح بكرى، ترجع إلى أسلوبها ما بعد الحداثى الذى يستمد جذوره من مسرح بريخت وسينما جودار، وإلى رؤيتها الفكرية النقدية الصارمة التى تعبر على نحو صادق وصادم وجميل يجمع بين الشعر والفكاهة مثل كل عمل فنى كبير، هنا قضية فلسطين على حقيقتها ليست صراعًا مبسطًا بين حق وباطل أو أبيض وأسود، وإنما صراع مركب شديد التعقيد، ويختلف «الزمن الباقى»عن الفيلمين السابقين لأنه يعبر عن القضية منذ إنشاء إسرائيل على أرض فلسطين عام ١٩٤٨، وحياة بطله الطفل فى السبعينيات، وهو فى العاشرة، ثم فى مطلع شبابه، وحتى الوقت الحاضر. يهود ٤٨ وليس عرب ٤٨ وكون القضية مركبة لا يعنى اختلاط الحق بالباطل، فالحق واضح فى الفيلم، وهو أن الشعب الفلسطينى صاحب الأرض والتاريخ والثقافة، والباطل واضح، وهو أن من جاءوا إلى فلسطين سرقوا الأرض والتاريخ والثقافة بقوة السلاح، بل إن مجرد تسمية إيليا سليمان بأنه من «عرب ١٩٤٨» أو «عرب إسرائيل» مهزلة كاملة، فالتعبير يوحى بأنهم جاءوا إلى فلسطين عام ١٩٤٨، بينما الذين جاءوا هم اليهود من مشارق الأرض ومغاربها. ويصل إيليا سليمان فى «الزمن الباقى» إلى ذروة النضج على شتى المستويات، وسوف يكون فوزه بالسعفة الذهبية غدًا لحظة فارقة فى تاريخ السينما العربية، رغم أنه أمل بعيد، مع وجود أكثر من فيلم جدير بالسعفة، ولكن من الصعب جدًا أن يخرج من دون جائزة، وسواء فاز أو لم يفز بهذه الجائزة أو تلك، فهو حدث من أحداث سينما ٢٠٠٩. رينييه فى خلاصة الفن والحكمة آلان رينييه أحد أساتذة السينما فى العالم منذ ٤٠ سنة، وليس فى فرنسا فقط، وقد جاء فيلمه الجديد «العشب البرى»، الذى عرض فى المسابقة يوم الأربعاء، تحفة من تحف مهرجان «كان» هذا العام، حيث بلغ درجة الكمال فى الشكل الذى عبر به عن رؤيته الشاملة للوجود بعد أن تجاوز الثمانين من عمره المديد، وهى رؤية عبثية بالمعنى الفلسفى، وكأن بيكيت ويونسكو معًا كتبا الفيلم ومن المعروف أن رينيه لم يفز بالسعفة الذهبية، ولذلك فإن فوزه بالجائزة يشرف نادى الفائزين بها، ولن يضيف إليه بقدر ما يضيف إلى المهرجان
| |
|