sahar Admin
عدد المساهمات : 214 نقاط : 759 لتقيم لهذا العضو : 0 تاريخ التسجيل : 08/03/2009 العمر : 33 الموقع : https://topmzzika.7olm.org/
| موضوع: مرحباً بحضارة «طالبان بقلم محمد سلماوى السبت مايو 16, 2009 5:08 am | |
| ليس صحيحاً أن الرقص الشرقى الذى عرفناه على مدى تاريخنا يعود إلى أيام الفراعنة، وأن الجداريات القديمة تصور الراقصات اللاتى يرتدين نفس بدلة الرقص التى نعرفها اليوم، وليس صحيحاً أن هذا الرقص فن رفيع متأصل فينا يعبر عن مكنونات هذا الشعب، وليس صحيحاً أنه فن شعبى أصيل متوارث عبر الأجيال من راقصات الجداريات الفرعونية إلى زوبة الكلوباتية وبمبة كشر وحكمت فهمى وتحية كاريوكا وسامية جمال ونجوى فؤاد، وليس صحيحاً أن العالم يقدّر ذلك الفن الذى صدّرناه إلى العالم أجمع، والذى أقيمت المدارس لتعليمه فى الكثير من دول العالم، وليس صحيحاً أن الرقص مثل أى مهنة أخرى هناك من يرتفع بها إلى أعلى درجات السمو الروحى مثلما فعلت فريدة فهمى فى الستينيات، وهناك من يتخذها وسيلة للتكسب السريع مثلما تفعل بعض راقصات الملاهى الليلية. لذلك فأنا أؤيد تماماً الذين طالبوا أخيراً بمنع الرقص فى مصر، وبعدم الموافقة على إقامة مدرسة لتعليمه، وذلك درءًا للمفاسد التى يجلبها، حيث إن الساقطات وحدهن اللاتى يقمن به كما أوضح هؤلاء المطالبون، ونحن نؤمن بأن درء المفاسد أبدى على جلب المصالح، فإذا كان هناك من يحط من شأن الرقص فلنمنع الرقص من أساسه، ومثلما كنا الدولة الوحيدة فى العالم التى قررت قتل الخنازير درءاً للأنفلونزا، فعلينا، كما يطالب البعض، بمنع الرقص الشرقى حتى نتجنب المفاسد التى قد تنتج عنه، صحيح أن العالم كله يسخر من قرار حكومتنا الرشيدة بالقضاء على سلالة الخنازير المصرية، لأن هذا القرار لن يحول دون وصول المرض إلينا عن طريق البشر، لكن يجب أن نظل واثقين من أنفسنا ولا يهمنا ما يقوله العالم عن عبقريتنا المتفردة التى لن يصلوا بسهولة إلى فهمها. إننى أنتهز هذه الفرصة لأطالب بمنع وحظر وإغلاق كل ما يمكن أن يؤدى إلى المفاسد، وعلى سبيل المثال، فإن بعض المدارس عندنا يقوم فيها المدرسون بضرب التلاميذ وإفساد عقولهم وابتزازهم من أجل الحصول على الدروس الخصوصية، وتطبيقاً لنفس القاعدة، فمن الأفضل إغلاق المدارس درءًا لهذه المفاسد، وكذلك دور السينما والملاهى، ثم لماذا لا نمنع الموسيقى، فالرقص لا تقوم له قائمة إلا بالموسيقى ودون موسيقى لن يكون هناك رقص. صحيح أن الرسول الذى نقلت عنه الكثير من الأحاديث عن الموسيقى والغناء وحب كل فن جميل، حين دخل المدينة المنورة استقبله المسلمون بالموسيقى والغناء، لكننا لسنا فى عصر الرسول، إننا الآن فى عصر «طالبان» الذين منعوا بالفعل الموسيقى فى أفغانستان، وألغوا بالفعل مدارس الفتيات، وقاموا بتحطيم بعض عجائب الدنيا من الآثار القديمة، والتى لم يروا فيها إلا رمزا للكفر والشرك بالله والوثنية وعبادة الأصنام، كما لم يروا فى الموسيقى إلا الفجر والمجون، وفى المدارس إلا مفسدة الإناث، فلماذا لا نفعل مثلهم؟ إننى أرحب بعقلية طالبان المتفتحة التى بدأت تنتشر عندنا بشكل كبير وصارت قاعدة «درء المفاسد أبدى على جلب المصالح» هى المسيطرة على فكرنا، ليس فقط لدى أتباع الفكر الطالبانى من الشيوخ العباقرة، وإنما فى سائر أجهزة البلاد، فمثلما وجدنا أتباع هذا الفكر يطالبون بمنع الرقص درءًا للمفاسد، وجدنا أيضاً الحكومة تقتل الخنازير، درءًا للأنفلونزا، ووجدنا القضاء يأمر بإغلاق مجلة أدبية بسبب قصيدة واحدة نُشرت فيها. فأهلاً بالمجتمع الطالبانى الذى نقترب منه بخطى حثيثة يوماً بعد يوم لنقول للعالم إنه إذا كان حكم طالبان قد سقط فى أفغانستان منذ بضع سنوات، فإننا قادرون على إحيائه بإذن واحد أحد هنا فى مصر، أرض الحضارة والثقافة والفكر ومهد ديانات التوحيد وقلب الإسلام الرحب العظيم الذى صنع بعقيدته السمحة وبفكره الخلاق واحدة من أعظم حضارات الإنسان، امتد عطاؤها من حدود الصين فى الشرق إلى حدود فرنسا فى الغرب، وإذا لم يكن قد صنع هذه الحضارة بتحطيم الآثار وإغلاق المدارس ومنع الرقص وحظر الموسيقى ووقف المجلات الأدبية وقتل الخنازير، فلنصنعها نحن بهذه الإجراءات العبقرية والمبتكرة، فهى التى تضمن تقدم هذا الوطن وازدهاره بين سائر أمم الأرض، والله أعلم.
| |
|